5 طرق للوقاية من الجلطة الدماغية
الجلطة الدماغية لها عدة مسميات منها السكتة الدماغية أو الشلل، وتسمى اليوم حادث الأوعية الدموية الدماغية. ويفصل من أسمها ما حدث للدماغ، حيث يشير المصطلح إلى الانقطاع المفاجئ لتدفق الدم في المخ، بسبب نقص التروية (انسداد أحد الشرايين التي تغذي كتلة الدماغ) أو عن طريق النزف (تمزق الأوعية الدموية في الدماغ). في البداية لا يمكن معرفة أي من الاثنين هو السبب، و في 80-85٪ من الحالات، حيث تكون السكتة الدماغية بسبب الجلطة. وغالبًا ما يكون النزيف داخل الجمجمة مصحوبًا بارتفاع ضغط الدم (ارتفاع ضغط الدم) وصداع بشكل عام. وفي كثير من الأحيان ما يكون النقل إلى المستشفى وفحص الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي ضروريًا لتحديد ما إذا كانت خثرة أو نزيفًا، بحيث يمكن بدء العلاج الفوري. والجدير بالذكر أن طرق الوقاية من الجلطة الدماغية كثيرة جدًا، ولكن يلزم معرفة أعراضها لتفاديها.
أعراض الجلطة الدماغية
تتواجد عدة أعراض تنذرك، وتتطلب الانتباهًا فوريًا، ومن المهم التماس العناية الطبية الفورية عند ظهورها، والأعراض الأكثر شيوعًا هي:
- شلل غير مفسر
- الأحساس بأن الجسم مخدر
- صداع حاد
- ارتباك أو دوار
عند ظهور أحدي هذه الأعراض أو البعض منها، يجب الذهاب إلي الطبيب لتشخيص جيدًا باستخدام التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي. حيث أنه بمجرد الدخول إلي المستشفى، يتم مراقبة الحالة بعناية حتي يتفادي المضاعفات. لذلك يجب الحرص على أن يتنفس الشخص جيدًا، ولا يختنق، وأن يبتلع الطعام جيدًا، ويتغذى جيدًا، ولا يصاب بالقرح أو التقرحات على الجلد، وأن يكون نومه وراحته بشكل مناسب، وأن تكون الأسرة منظمة لرعايتهم.
في الوقت نفسه، يتم إجراء العديد من الاختبارات لدراسة الجلوكوز في الدم، ووظائف الكلى، وعلامات نقص تروية القلب، ووقت التخثر، وتشبع الأكسجين، وتخطيط القلب الكهربائي والتخطيط الكهربائي للدماغ.
الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالجلطة الدماغية
وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية (WHO)، تمثل أمراض الأوعية الدموية الدماغية السبب الثالث للوفاة في العالم. والسبب الأول للإعاقة الجسدية لدى البالغين و الثاني للخرف. وتسلط الجمعية الإسبانية لطب الأعصاب الضوء على أن “حالة واحدة من كل عشر وفيات في إسبانيا ناجمة عن سكتة دماغية. وهي السبب الثاني للوفاة في لديهم (الأولى عند النساء). كما أنها تتسبب في إعاقة ووفيات مبكرة، وهي أكثر من مرض الزهايمر.
والجدير بالذكر، أن عوامل الخطر غير القابلة للتعديل، بحيث لا يمكن التؤهب للإصابة بالسكتة الدماغية، فيمكن أن يكون عمرك أكثر من 55 عامًا، أو ذكرًا، أو أفريقيًا، أو أوربيًا أو أسيويًا، أو أي جنسية، أو لديك تاريخ عائلي من الأم أو الأب للإصابة بالسكتة الدماغية.
ويكون ذلك بسبب عوامل الخطر الرئيسية القابلة للتعديل، وهي ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، وداء السكري، وفرط كوليسترين الدم، والسمنة، وأمراض القلب، إن كل هذه الأمراض تساهم بشكل كبير في تصلب الشرايين الدماغي. كما تشمل عوامل الخطر ايضًا، ارتفاع مستويات البروتين التفاعلي C، وتناول كميات كبيرة من الدهون والملح في الطعام، ونقص الفواكه والخضروات في النظام الغذائي، ونمط الحياة المستقرة، والعلاج بالهرمونات البديلة عند النساء. حيث إن العلاقة بين العلاج بالهرمونات و خطر الإصابة بالجلطات الدموية والسكتة الدماغية شائع جدًا اليوم. وبالتالي، يجب الموازنة بين فوائد ومخاطر العلاج الهرموني عند انقطاع الطمث (الدورة الشهرية).
يحدث الشيء نفسه مع تناول حبوب منع الحمل بعد السكتة الدماغية أو إذا كنت معرضة لخطر التعرض لها، لذلك في كلتا الحالتين، من الضروري أن تنتبهي لذلك حتى تتمكني من اتخاذ قراراتك الخاصة اتجاه ذلك.
اقرأ ايضًا: 5 تمارين وحركات فعالة لتحسين الهضم
أعراض صغيرة لا يجب أن تتجاهلها
تُعرف العديد من الجلطات الدماغية منخفضة الشدة ومنخفضة المدة باسم النوبات الإقفارية العابرة، لأنها تستمر لأقل من 24 ساعة. لكن في الواقع، معظمها يستمر أقل من ساعة، تتراوح حوالي 10 دقائق. وعادة ما تمر هذه النوبات الإقفارية العابرة دون أن يلاحظها أحد بسبب رقة أعراضها التي تتمثل في:
- تنمل
- ضعف مجموعة عضلية غير محددة (يتم توفير نشاطها بواسطة مجموعات عضلية أخرى)
- نوبات فقدان الذاكرة القصيرة
- ارتباكات صغيرة
ولا يعقل أن نقول إن هذه الأعراض البسيطة هي الأكثر شيوعًا. بل إنها ذات أهمية كبيرة، لأنها تنبه على الفور بالمرضي. وتساعد على وضع المواقف الوقائية وتجنب المشاكل الرئيسية الأخرى. حيث تبدأ الأعراض العصبية في الظهور بعد حوالي عشر ثوانٍ من اضطراب إمداد الدم، وهي مفاتيح لمنع السكتة الدماغية. كما يزداد خطر الإصابة بالجلطة الدماغية عندما لا تكون الشرايين في حالة جيدة وهناك دليلان على أن هذه المشكلة قد تعاني منها. حيث إنها أدلة يمكن لأي شخص رؤيتها عند النظر في المرآة.
طرق الوقاية من الجلطة الدماغية
تتعدد طرق الوقاية من الجلطة الدماغية، حيث أن أفضل طريقة تساهم في منع هذه الجلطات هي مراجعة النظام الغذائي، وتحديد أولويات استهلاك الفاكهة والخضروات والبقوليات بشكل عام، ومحاولة التخفيف من تناول الدهون من أصل حيواني. كما أنه يجب القيام بممارسة الرياضة البدنية أو غيرها من الممارسات الشاملة التي تساعد في تقليل عوامل الخطر، وإليك بعض الطرق التي تساعد في الوقاية من الجلطة الدماغية:
1- تناول الفواكه والخضروات بانتظام
يوصى باتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات، لأن زيادة حصة واحدة من هذه الأطعمة يوميًا يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ذات الأصل الإقفاري بنسبة 6٪. كما إن الخضروات الصليبية (البروكلي والقرنبيط والملفوف واللفت والجرجير وغيرها) والخضروات الورقية والحمضيات من الأطعمة التي يبدو أن لها تأثير وقائية علي صحة الدماغ ونشاطها.
وبالإضافة إلي ذلك، يميل الثوم النيء بشكل عام إلى خفض مستويات الكوليسترول في الدم، وله تأثير خفيف في ترقق الدم. ويمكنه إيضًا المساعدة في إرخاء العضلات الملساء في الشرايين. حيث يمكن طحن فص أو فصين من الثوم يوميًا وإضافتهما إلى الوجبات للحصول علي فوائدها الكثيرة. وكذلك يساعد في الوقاية من مرض السكري أو السيطرة عليه. كما يوصى بتناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض والذي يحتوي علي نسبة سكر منخفضة، وتحتوي على نسبة عالية من الألياف. ويوجد ذلك في البقوليات والحبوب الكاملة. حيث أنه ثبت أن تناول الحبوب الكاملة يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة أو الجلطة الدماغية لدى النساء.
يُنصح باعتدال أو قمع استهلاك الكحول، حيث أنه عامل خطر لارتفاع ضغط الدم الذي يساهم بصورة كبير في التعرض للجلطات الدماغية، كما أنه يوصى بشدة بتضمين الدهون الصحية، وخاصة المزيد من أحماض أوميغا 3 الدهنية (مثل تلك الموجودة في بذور الكتان وبذور الشيا، والتي تعمل على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية والدماغ والأوعية الدموية) والمزيد من الدهون الأحادية غير المشبعة (مثل زيت الزيتون). ومن المهم أيضًا تجنب الدهون المشبعة، حيث أن الاستهلاك اليومي للحوم الحمراء يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وكذلك الدهون المهدرجة والمتحولة.
اقرأ ايضًا: فوائد اكل الرومان مذهلة: أبرزهم حماية القلب والأسنان
2- تناول فيتامين ب 12
تأكد من تناول فيتامين ب 12 بصورة منتظمة، الذي يتواجد في العديد من المنتجات الحيوانية والنباتية، حيث يمكن أن يؤدي نقص هذا العنصر الغذائي إلى زيادة الهوموسيستين في الدم، مما يؤدي إلى تلف الشرايين. كما يساعد هذا الفيتامين في الوقاية من السكتة أو الجلطة الدماغية وخطورتها.
يُعرف تصلب الشرايين الآن على أنه مرض يتسم بالتهاب مزمن. لذلك يُنصح بتخفيف أو التخلص من الأطعمة المؤيدة للالتهابات، مثل الأحماض الدهنية غير المشبعة. وهذا يعني أنه لا ينبغي تناول الدهون المهدرجة جزئيًا مثل التي تتواجد في العديد من المنتجات فائقة المعالجة والمعجنات والآيس كريم.
3- ممارسة الرياضة واليوغا تساعد في الوقاية من الجلطة الدماغية
النشاط البدني المنتظم هو عامل آخر كبير يقلل من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية. حيث تعمل التمارين الهوائية لمدة 30-45 دقيقة يوميًا على تقليل ارتفاع ضغط الدم، وتحسن رسم الدهون، ومقاومة الأنسولين وتزيد من مرونة الشرايين التي تغذي الدماغ. كما ثبت أن تاي تشي يحسن من التعافي بعد السكتة الدماغية. كما تبين أن ممارسة الشيكونغ تقلل من ارتفاع ضغط الدم والاضطرابات المرتبطة به، مثل السكتة الدماغية.
واليوغا بشكل عام، لها تاريخ طويل في تحسين صحة الأوعية الدموية والعصبية. حيث ينصح بشدة ممارستها للوقاية من السكتة الدماغية وعلاجها. وخاصة في المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة، حيث إن فقدان الوزن عن طريق الجمع بين تقييد السعرات الحرارية وبرنامج التمرين، يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة أو الجلطة الدماغية، وذلك يعد من أبرز طرق الوقاية من الجلطة الدماغية والتقليل من حدتها.
4- تناول الجنكة تساعد في الوقاية من الجلطة الدماغية
ثبت أن إحدى خصائص الجنكة (الجنكة بيلوبا) هي حماية الدماغ من الإصابة بنقص تأكسد الدم، لذلك يعتبر هذا الدواء العشبي مكملًا غذائية يساعد في الوقاية من الجلطة الدماغية. فقد ثبت بأنه يحمي الأعصاب لدى البالغين الأصحاء والذين يعانون من حالة معرفية سليمة من الجلطات، ويمكن أن تتناول جرعمة من 120 إلى 240 مجم من خلاصة الجنكة القياسية إلى 6٪ تربين و24٪ جليكوسيدات الفلافون، على جرعات مقسمة مرتين أو ثلاث مرات في اليوم.
غالبًا ما تستخدم مضادات التخثر بعد السكتة الدماغية الأولية: من حمض أسيتيل الساليسيليك التي تعد وحدهمن أقوى مضادات التخثر. كما إن الوارفارين، يعد علاجًا أساسيًا للأفراد المصابين بالرجفان الأذيني كوقاية أولية وثانوية من السكتة الدماغية. ما لم تكن هناك موانع للعلاج بمضادات التخثر. كما يتم اختيار أدوية السيطرة على ارتفاع ضغط الدم والسكري وفرط شحميات الدم (الدهون الزائدة في الدم) وفقًا للاحتياجات الفردية للمريض، ومحاولة السيطرة عليها دائمًا من خلال تعديلات نمط الحياة.
5- إجراءات وقائية أخرى تساعد في الوقاية من الجلطة الدماغية
إن التدليك العلاجي يزيل التوتر ويساعد على تقليل التشنج. وهو حليف مهم في علاج حوادث القلب والأوعية الدموية. كما يمكن اللجوء إلى الممارسة المنتظمة لتقنيات تقليل التوتر، مثل التأمل وتمارين التنفس و المشي في الهواء الطلق. وكذلك يُنصح بالمشاركة في شبكة اجتماعية تشجع على أسلوب حياة صحي.
الحياة بعد السكتة الدماغية
قبل كل شيء، يجب ألا يغيب عن البال أن هناك دائمًا إمكانيات لإعادة التأهيل وأكثر من ذلك بكثير إذا تمت رعاية الشخص منذ اللحظة الأولى. فما زالت إمكانيات دماغنا غير معروفة. ومن المثير للدهشة أن الإصابات الصغيرة تنتج أحيانًا عيوبًا كبيرة، بينما في أوقات أخرى، فإن الإصابات الكبيرة، قد تحدث حالات شفاء مذهلة. والمفتاح هو البدء في إعادة التأهيل مبكرًا وليس التخلي عنها. ومن المهم أيضًا معرفة أنه يمكن للجميع التحسن. ويجب أن لا يتم إهمال كبار السن. حيث يُعتقد أنهم لن يتعافوا بسبب تقدمهم في السن. لكن يمكن أن يتعافي الأشخاص في الخمسينيات والتسعينيات من العمر، والفرق أكثر في الإصرار على التعافي.
وكذلك من المهم أيضًا الاهتمام بحوادث الأوعية الدموية عند الأطفال. في بعض الأحيان يتم تشخيصهم بشكل متأخر أو سيء. وقبل كل شيء يتم إهمال إعادة تأهيلهم. لذلك يجب عليك الانباه، ومن الضروري إشراك الأسرة والبيئة الاجتماعية في إعادة التأهيل. وكذلك إنشاء شبكة مناسبة في جميع المجالات. وعند مغادرة المستشفى. يجب التخطط جيدًا مع العائلة لرعاية الشخص وإعادة تأهيله، وتثقيفه صحيًا، والاهتمام بوجباته وتمارينه.
والجدير بالذكر، تساعد الأنشطة في الأماكن الطبيعية، مثل المشي في الهواء الطلق، على الحسن وإعادة التأهيل. لذلك يجب عليك أن لا تعتقد بأن الجلطة الدماغية يمكن أن تعني موتًا مفاجئًا. لكنها أيضًا فرصة للاعتناء بنفسك وتحسين الحياة، سواء على المستوى الفردي أو في الأسرة.
اقرأ ايضًا: أنظمة غذائية تساعد في علاج الآلام المزمنة وتخفيفها